الرواية والقصة القصيرة › ادب › اللغة العربية › الصف الثالث الثانوى

 الرواية والقصة القصيرة  › ادب › اللغة العربية › الصف الثالث الثانوى

  
الرواية   ... (القصة الطويلة)
المقصود بالرواية :
عمل فني يعتمد على عنصر الحكاية التي لها بداية ووسط ونهاية . فالبداية تكون مشوقة مثيرة، تجذب القارئ، و بعدها تأتى مرحلة الوسط فتتوالى الأحداث و يتأزم الصراع ويزداد القارئ تشوقا.. حتى تصل إلى الذروة، وبعدها تأخذ الأحداث في الهبوط وتبدأ العقدة تتكشف.. و يأخذ الصراع في الحل بالتدريج حتى يصل إلى النهاية .
عناصر الرواية
(الشخصية ـ الحدث ـ الصراع ـ البداية ـ الوسط ـ النهاية) .
1 - الشخصيات :و هم أبطال الرواية ، ويكونون من أعمار مختلفة ، وبيئات مختلفة ، ولهم اتجاهات متنوعة ، وغالبًا يكونون من البشر ، وأحيانًا يكونون من الحيوان أو النبات أو الجماد ، وينقسمون إلى شخصيات أساسية محورية و أخرى ثانوية .
2 - الأحداث:وهي تلك الأفعال التي تقع من الشخصيات ، وقد تتفق أو تختلف ، ولكنها حتمًا تؤدي إلى الصراع .
3 - الصراع :هو التصادم بين الأحداث المختلفة نتيجةً لاختلاف الآراء بين الشخصيات المتعددة .
4 - البداية :وهي مقدمة القصة التي تجذب القارئ وتساعده على الاندماج في الأحداث .
5 - الوسط :وهي ذروة الأحداث التي يشتد فيها الصراع ويتشابك، وتشوِّق القارئ .
6 - النهاية :وهي لحظة التوضيح التي تتكشف فيها الأمور ، ويصل القارئ إلى الحل .
النهاية في الرواية نوعان :
 ( ا ) نهاية معقولة:يقدم الكاتب فيها الحل (كالصلح ـ أو الزواج ـ أو الطلاق).
 (ب) نهاية مفتوحة:لا يقدم فيها الكاتب الحل، ولا ينهى المشكلة أمام القارئ ولكن يجعله يحس بها ويدفعه إلى البحث عن حل لها.
رواية (زقاق المدق ) لنجيب محفوظ خير مثال للعناصر الفنية المكتملة

 بالفعل يمكن تطبيق هذه العناصر على رواية (زقاق المدق) ، وتدور أحداثها في (زقاق المدق ) ، وفيها من الشخصيات الواقعية (المعلم كرشة – وزيطة – وحسنية الفرانة – وحميدة ) ، وتتشابك هذه الشخصيات وتتصارع ، و ينتهي كل منها إلى مصيره المقدر ، ويبقى المكان ـ وهو الحارة المصرية (زقاق المدق ) يمارس تأثيره على سائر الشخصيات على مر الأجيال .


أنواع الرواية
(أ ) الرواية الواقعية: وسميت بذلك ؛ لأنها تستمد أحداثها وأشخاصها من الواقع ، أو مما يمكن أن يقع ويتقبله العقل .. ومثال ذلك ( نجيب محفوظ ) في مرحلته الواقعية  ( كالثلاثية – وزقاق المدق ) وغيرهما .
 (ب) الرواية الرومانسية :وتميل بأحداثها وأشخاصها ومضمونها إلى :  حدة العاطفة و الحزن والتشاؤم و وضوح الناحية الذاتية و العطف على البؤساء و تمثل الموت و النهاية الحزينة و التطلع لعالم مثالي و حب الطبيعة والاندماج فيها . - ومثال ذلك : روايات ( محمد عبد الحليم عبد الله ) ومنها ( لقيطة – وشجرة اللبلاب – وغصن الزيتون – الجنة العذراء ) ، ويوسف السباعي في روايتي  ( رد قلبي – وإني راحلة )
- و قد تجمع الرواية قد تجمع بين الرومانسية و الواقعية في وقت واحد .
 (جـ) الرواية التاريخية: التي تلتقط موضوعاتها من التاريخ ثم تصوغه بطريقة روائية، تعتمد على التشويق وتركز على الصراع البشرى، وتضارب العواطف الإنسانية.
-  موضوعها : وقد يكون الموضوع التاريخي شخصية أو حادثة أو فترة يبعثها المؤلف في صورة حية موحية، وتحمل إسقاطات معاصرة وتهدف في الغالب إلى إثارة الوعي القومي .
- روادها : جورجي زيدان و علي الجارم و محمد فريد أبي حديد ونجيب محفوظ .
- من نماذجها : رواية "ابنة المملوك" لمحمد فريد أبى حديد وهي خير نموذج لهذا الشكل ، وهي رواية تعمل على بعث الشعور القومي .. كما أن هناك نماذج أخرى لهذا الشكل مثل روايات : ( عنترة – والملك الضليل ) لمحمد فريد أبي حديد ، و( وا إسلاماه ) لعلي أحمد باكثير ، و( غادة رشيد ) لعلي الجارم .
(د ) رواية الخيال العلمي : و تقوم على مادة علمية يختلقها(يخترعها) المؤلف ، و يتحدث عن بعض توقعاته للمستقبل، التي قد تتحقق أو لا تتحقق، وينسج أحداثها بطريقة مشوقة يندمج فيها القارئ .  
- ومثالها هو رواية: (رجل تحت الصفر) للدكتور: مصطفي محمود.
الفرق بين الرواية والقصة القصيرة والمسرحية
- الرواية : طويلة متعددة الشخصيات ، متشابكة الأحداث ، والأفكار فيها وصف وسرد وتفصيل .
- والقصة القصيرة : محدودة المساحة والشخصيات والأحداث والهدف ، تثير لدى القارئ شعورا واحدا ، وهي كثيفة تتميز بالوحدة العضوية .
 - أما المسرحية :فتعتمد على الحوار الذي يقوم بتصوير الأحداث ، وتنمية الصراع ، وتحريك المشاعر للوصول إلى النهاية .
القصة القصيرة
مفهوم القصة القصيرة :
هي فن أدبي نثري يكتفي بتصوير جانب من جوانب الحياة لفرد ، أو يصور موقفاً واحداً من المواقف تصويراً مكثفاً يساير روح العصر من سرعة وتركيز .
- ظهرت القصة القصيرة في منتصف القرن التاسع عشر في روسيا و أمريكا ، ثم بعد ذلك في فرنسا و إنجلترا و غيرهما . و ازدهرت القصة القصيرة في بدايات القرن العشرين ، فتعددت اتجاهاتها وكثر كتابها ، واحتفلت بها الدراسات النقدية .
- و قد عرفت مصر فن القصة القصيرة مع مطلع القرن العشرين قبل أن تعرفه البلاد العربية الأخرى ، ذلك لأنها مركز الإشعاع الفكري والثقافي والأدبي للعالم العربي .
تُعد القصة القصيرة أقرب الفنون الأدبية إلى روح العصر
لأنها انتقلت بمهمة القصة الطويلة (الرواية) من التعميم إلى التخصيص، فلم تعد تتناول حياة جماعة بأكملها، أو شخصية كاملة، وإنما مسايرة لروح العصر عصر العلم والسرعة ، فاكتفت بتصوير جانب واحد من جوانب حياة الفرد أو موقف واحد، أو فكرة واحدة تصويراً مكثفاً.
اتجاه القصة القصيرة نحو الواقعية بعد الحرب العالمية الثانية
بعد الحرب العالمية الثانية أخذت القصة القصيرة تتحول نحو الاتجاه الواقعي كرد فعل لحركة المجتمع الشاملة في السياسة والاقتصاد والاجتماع والفكر؛ فقد استلزمت أن يكون كتاب القصة واقعيين، وأن تكون القصة نبض الواقع، حيث وضعوا الإنسان في اعتبارهم الأول .
الأسس البنائية لفن القصة القصيرة
1- مبدأ الوحدة .         2- مبدأ التكثيف .     3 - تفاصيل البناء والإنشاء
- مبدأ الوحدة :و هو أساس جوهري من أسس بناء القصة القصيرة فنيا؛ لأنها يجب أن تشتمل على فكرة واحدة، تعالج بطريقة واحدة، حتى تصل إلى نهايتها المنطقية، وهدفها الواحد، وهذا المبدأ هو ما يميز كل قصة قصيرة عن غيرها؛ لأن طبيعة القصة القصيرة لا تسمح بعناصر مختلفة تدخل في نسيجها.
- أما مبدأ التكثيف (التركيز): فما دامت القصة تعالج موضوعا واحدا أو موقفا محددا فإن عنصر التركيز يعد مقوما من مقومات الإيجابية الخاصة بها، فلابد أن تكون مركزة جدا ومكثفة دائما؛ لكي تحدث أثرا واحدا قويا ومؤثرا وسريعاً.
- تفاصيل البناء والإنشاء : حرصا على مبدأ الوحدة والتكثيف ؛ فإن ذلك يحتاج إلى عناية خاصة في كل ما يتصل بتفاصيل بنائها وإنشائها ضمانا للإحكام الفني ، وهذا يفرض على كل فقرة أن تتقدم مع الخيط العام الذي يشد القصة القصيرة نحو الهدف ؛ ولذلك يجب حذف كل حشو أو تطويل .
و يمكن القول أن تفاصيل اللإنشاء و البناء أحداث محيطة حول الحدث الأساسى لعمل حبكة فنية دون حشو أو تطويل . وهذه التفاصيل لابد أن يكون فيها صدق و تشويق .
بين القصة القصيرة والرواية لقاء وافتراق
- أوجه الاختلاف :
أ - الرواية تتناول قطاعًا طوليا من الحياة ، والقصة القصيرة تتناول قطاعًا عرضيا .
ب - الرواية تتوغل في أبعاد الزمن ، والقصة القصيرة تتوغل في أعماق النفس .
جـ - الرواية تمتاز بالطول ، والقصة القصيرة ليست كذلك.
د - نظرة كاتب الرواية إلى الحياة تتناولها من جميع الأقطار ؛ ولذلك تتعدد الشخصيات و الأحداث ، وتتداخل الأزمان و تتباين ، أما كاتب القصة القصيرة فينظر من زاوية واحدة إلى شخصية واحدة في عمل واحد ، ومكان واحد ، وإيقاع سريع ، وتأثير مكثف قوي .
 - أما أوجه الاتفاق فهي :
أ - أنهما ينبعان من منبع واحد وهو " فن القص " .
ب - كما يشتركان في عنصري " السرد – والحكاية "
أسئلة مهمة للقراءة و الفهم الجيد

ما الذي ينبغي على كاتب القصة القصيرة مراعاته إذا تعددت شخصياتها ؟
1 - أن تكون جميع شخصياتها في تلاحم وتوافق كلى فتبدو كل شخصية كما لو كانت منسوجة في الأخرى، حتى تتحقق وحدة الأثر .
2 - عدم الجري وراء شخصيات ثانوية
3 - عدم التطويل في وصف الشخصية التي تدور حولها.
قد تشتمل القصة القصيرة على حوار قصير . فما الدور الذي يمكن أن يؤديه الحوار؟
جـ : يكون عاملا من عوامل الكشف عن أبعاد الشخصية، أو التطور بالحدث أو تجلية (كشف) النفس الغامضة، أو الفكرة المراد التعبير عنها .
ما أنواع الصراع في القصة القصيرة ؟ و ما شرط جودته ؟
جـ : أنواع الصراع في القصة القصيرة :
1 - صراع خارجي : و هو ما يدور خارج الشخصية في البيئة أو المحيط بها .
2 - صراع داخلي : و هو ما يدور في أعماق الشخصية من الداخل .
- وشرط جودة الصراع : أن يكون ذا قيمة وغير مفتعل حتى يمكن قبوله والتأثر به.
ما المقصود بالتشويق في القصة القصيرة ؟ وما أهميته ؟
جـ : التشويق : أن تكون القصة القصيرة باعثة على الترقب والتلهف من جانب القارئ  . - هو أساس المتعة الفنية في القصة القصيرة.
ما المقصود بالصدق في القصة القصيرة ؟
جـ : أن تكون القصة القصيرة صادقة مع الواقع الذي تقدم إليه؛ لأن عدم الصدق في عناصرها وأجزائها وتفصيلاتها يمنع الإقناع بالشخصيات التي تعرضها .
الاتجاه الرومانسي في القصة القصيرة .. بين أهم ملامحه ، واذكر أهم كتابه .
جـ : في الثلاثينيات تأثر الكتاب بالاتجاهات الأدبية الفرنسية فكانت الغلبة للاتجاه الرومانسي الذي سيطر على القصة القصيرة إلى بداية الأربعينيات، وتجسدت فيها موضوعات الحب والعلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة من أهل المدن ، وكأن الحياة المصرية قد خلت تمامًا إلا من هذا النوع . - نجد ذلك في قصص (محمود كامل المحامي ـ ومحمد أحمد شكري) ، ومن بعدهم  ( يوسف السباعي ـ وإحسان عبد القدوس) وغيرهما .
- وهناك من الرومانسيين من اتجه إلى القرية باعتبارها موطنه وملعب صباه مثل (محمد عبد الحليم عبد الله) الذي عرف كاتبًا للرواية بالدرجة الأولى .
محمود البدوي من أبرز رواد الاتجاه الواقعي في القصة القصيرة المصرية . تحدث عن دوره .
جـ : محمود البدوي ظل يكتب القصة القصيرة الواقعية على مدى نصف قرن دون ملل ، فقدم حياة عمال التراحيل لأول مرة في الأدب المصري الحديث ، وحفلت قصصه بذوي العاهات ، ولقد أصدر خمساً و عشرين مجموعة قصصية .
يعد يوسف إدريس من أبرز كتاب القصة القصيرة العربية .. ألق الضوء على ذلك مع بيان أهم مميزات قصصه .
جـ : لقد شغل يوسف إدريس القراء والنقاد والكتاب منذ بدأ ينشر قصصه في المجلات والصحف سنة 1950، فقد أثارت قصصه الجدل والحوار واستطاعت أن تؤثر في جيل كامل من الكتاب الشباب ولعلها أثرت في أبناء جيله أيضاً . وأول مجموعة قصصية صدرت له هي (أرخص ليالي ) سنة 1954م ، عالجت القصة التي تحمل المجموعة عنوانها مشكلة السكان ، وهي أخطر مشكلة تواجه المجتمع المصري الآن .


تعليقات